تسخين الجبهة في غزة تحضيراً لهجوم عسكري إسرائيلي
الحقيقة الدولية- غزة- من علي البطة
قال مراسل "الحقيقة الدولية" في غزة، علي البطة، أن الوضع الأمني في القطاع يشهد تدهوراً ملحوظاً في الآونة الأخيرة مع تصعيد إسرائيل عملياتها العسكرية ضد الفلسطينيين بعد أشهر من الهدوء تبع اعنف هجوم عسكري إسرائيلي على غزة منذ عقود، ما ينبئ بوجود استعدادات صهيونية لتوجيه ضربة شاملة على القطاع.
وبحسب البطة، فإن الشهرين الأخيرين شهدا ارتفاعا ملحوظاً في عمليات التوغل اليومية لقوات الاحتلال في المناطق الحدودية الشرقية من قطاع غزة ، وعمليات القصف البرية والجوية والبحرية لأهداف مختلفة من غزة ، أدت الى وقوع شهداء وجرحى في صفوف الفلسطينيين .
والتزمت فصائل المقاومة بتهدئة شفهية أوقفت إسرائيل بموجبها حربها العدوانية على قطاع غزة في السابع عشر من شهر يناير الماضي بعد شن اعنف هجوم عسكري على قطاع غزة أدى الى استشهاد اكثر من ألف وخمسمائة فلسطيني ، وجرح اكثر من خمسة آلاف آخرين .
ولم تستقر حالة الهدوء طويلاً في غزة ، إذ، عمدت قوات الاحتلال الإسرائيلي الى التصعيد في الآونة الأخيرة تحت ذرائع وحجج تختلقها إسرائيل لتسخين الجبهة في غزة تحضيراً لهجوم عسكري إسرائيلي يتوقعه الفلسطينيون مع تجمد الحراك في ملف المفاوضات من جهة ، وعدم استجابة الحكومة الاسرائيلية لجهود الإدارة الأمريكية لتحريك الملف التفاوضي ووقف البناء في المستوطنات اليهودية من الجهة الأخرى.
واستشهد (12) فلسطينياً ، وأصيب (63) آخرون في (80) عملية قصف بالنيران الثقيلة وقذائف المدفعية وصواريخ الطائرات شنتها قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ توقف الحرب الاسرائيلية ، الذي شهد (16) عملية توغل برية لقوات الاحتلال بالدبابات خلال الأشهر الثمانية .
ويرى سمير زقوت مدير البحث الميداني في مركز الميزان لحقوق الإنسان في عدد الشهداء والجرحى والتوغلات وعمليات القصف " تصعيداً عسكرياً إسرائيليا غير مبرر ضد المدنيين الفلسطينيين في غزة " ، خصوصاً إذا ما لاحظنا عدم وجود فعل فلسطيني مقاوم على الأرض في غزة يستدعي رداً إسرائيليا .
ويقول زقوت :" نحن نقيس التصعيد بناءً على الفعل المقاوم على الأرض " ، فان كان هناك فعل مقاوم يكون في در إسرائيلي ممكن أن يكون "مقبولاً" تحت نظرية "لكل فعل رد فعل" .
ويستغرب زقوت تسلل قوات خاصة من جيش الاحتلال مدعومة بالدبابات والطائرات مروحية "أباتشي" مئات الأمتار الى قلب القرية البدوية على مشارف بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة قبيل إفطار يوم امس الأحد لاعتقال خمسة أطفال وهم عائدون الى بيوتهم للإفطار.
وادعى جيش الاحتلال أن قواته تسللت الى القرية ، واعتقلت خمسة شبان فلسطينيين من المقاومين كانوا يزرعون عبوة ناسفة في طريق مرور آليات الجيش العسكرية شرق القرية ، وهو أم ينفيه زقوت نفياً قاطعاً ، ويؤكد أنهم "أطفال صغار لا تتجاوز أعمارهم الـ16 عاما".
ويستبعد زقوت أن يكون التصعيد العسكري الإسرائيلي في غزة تهيئةً للمجتمع المحلي والدولي لشن هجوم عسكري كبير على غزة على غرار الهجوم الإسرائيلي على غزة " الرصاص المثقوب " ، ويقول " لا احد معني بعملية كبيرة في المنطقة " ، موضحاً أن إسرائيل لا زالت تعاني من أثار وتداعيات حربها على غزة .
ويتوقع المحلل السياسي ياسر احمد أن يكون التصعيد الإسرائيلي في غزة مرتبط بالتسخين لتحريك صفقة تبادل الأسرى "جلعاد شاليط" ، لأن فصائل المقاومة في غزة تحافظ على الهدوء في غزة بشهادة المجتمع الدولي .
ويقول أحمد: إن للحرب مبررات وحجج تتذرع بها أي دولة لشن حربها، " ولا يوجد لإسرائيل أي مبرر منطقي لشن هجوم واسع "، فلا تطلق المقاومة صواريخ تجاه جنوب إسرائيل، ولا تشن عمليات إلا بقدر محدود.
ويشير الى أن الحرب الاسرائيلية الأخيرة كانت لها مبررات كثيرة لدى حكومة أيهود أولمرت السابقة ، فمن تجريب أسلحة جديدة ، الى رفع مستوى النيران ضد الفلسطينيين لانتزاع مواقف منهم ، الى رد فعل على عمليات فلسطينية ، وأخيراً كانت حرباً للدعاية للانتخابات الاسرائيلية التي كانت تقف على باب الحرب.
ويرى الدكتور كمال الاسطل أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر بغزة أن هذه الأجواء تنذر بحرب واسعة على غزة عقب إتمام صفقة الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط قد تمتد لتشمل لبنان وإيران وسوريا.
وقال الأسطل "هناك بعض الجهات الفلسطينية والإسرائيلية تريد توتير الأجواء، لذلك بدأنا نرى إطلاق قذائف هاون تجاه المواقع والتجمعات الإسرائيلية فيما شهدت زيادة على عمليات القصف والتوغلات الإسرائيلية التي كان آخرها الليلة الماضية عندما توغلت قوة إسرائيلية شمال قطاع غزة واعتقلت ثلاثة مواطنين تحت غطاء من الطيران والقصف الجوي.
وحمل سامي ابو زهري المتحدث باسم حركة حماس ، إسرائيل المسؤولية عن كل التبعات والتطورات المترتبة على "هذا العدوان والتصعيد"، مطالباً كل الأطراف المعنية بالتدخل للجم العدوان.
ورأى أن "العدوان المتلاحق في الآونة الأخيرة مرتبط برغبة صهيونية بتشديد الحصار من خلال استهداف الأنفاق وزيادة تنغيص وتوتير الأوضاع وكذلك إحداث المزيد من التضييق على المواطن الفلسطيني المحاصر عبر هذا العدوان الذي يشمل كل أطراف القطاع".
المصدر : الحقيقة الدولية- غزة- من علي البطة 07.09.2009
