( الموت على رصيف الانتظار )
زحامٌ من همومٍ
ووجههٌ كأنهُ عاشَ ألفَ عامٍ
وفمٌ يستأجرُ من يلوكَ عنهُ!
شفاه يابسة، وعيون مزّقها البكاء
وقلبٌ يبكي عمرَهُ
ويدٌ كالخوطِ ، ناعمة يخشى أن تَكسِرُها الرياح
عاشقٌ، مُحبٌّ
يتكئُ على صدرِ الظلامِ
قاسية هي الأيام
والخوف أقسى، ألم يُبْعدكِ عنّي؟
على رصيفِ الانتظار
فوقي نورٌ كئيب
يتناقص
كسقوطِ ضوء من شمعة ثكلى
وكتراجع أنفاسي حين أقول
ذهبتْ
على رصيف الانتظار
أبتْ الرياحُ ألا أن تأخذُ رائحة موتي
لكِ
تَعطّري بشذى الوفاء
وخذي صورة من عيونِ الناس
في عيونهم صورتي، مزّقني شتاء هجرك
كيف يكون رحيلُكِ صامت؟!
وعيناي لا ترى غيرَ جدران السكون
لا يسمعني أحد
إني أصرخُ بجرحي
وبدمعي
لكن
ألا تسمعي، أرى قافلتي في عينيك؟!!
قالوا الكثيرَ عنّي
وأنتِ الحقيقة الجميلة
أيا ذكرى الجنون
أنظر إليهم
ما أجمل نوركِ في عيونهم
على رصيف الانتظار
يهون جرحي وجرح الأماني
لكن
حُبَّكِ
كلا
لا يهون
ولا يستكين
لا أملكُ شيئاً
عدى ملعقة الهمّ أحفرُ بها أرضِ اليأس ، أبحثُ عن جدول التمني
وألعق بها صبري المطحون
وأشربُ منها مرَّ الأسى
شاعرٌ، يُجرجرُ نفسّهُ عندَ الصباح
لا يرى عُشَّكِ الذي يعانق خوفَه
أينَ أنتِ الآن؟
وابتسامتك الماء
وضحكتك الهواء
أنا في العراء
ما أقبَحَ الانتظار!!
على مربعٍ صغير
كل شيء ينصهر
أسرعي أسرعي، فرياح الألم
قد حاصرت قلبي
أعشق أن أهفو إليكِ
يا ملاذي الأخير
أنا يملأني العشق
غريق فيه
أسرعي
فالموت على الرصيف عرساً
أقتلي صمتك
واصرخي لي
سأبقى مالي غيرك